دليل طبيبة الأطفال الشامل: كيف تحمين طفلك من مخاطر الحرارة المرتفعة

دليل طبيبة الأطفال الشامل: كيف تحمين طفلك من مخاطر الحرارة المرتفعة
طبيبة أطفال

مقدمة من طبيبة أطفال متخصصة

كطبيبة أطفال، أشهد يومياً في عيادتي حالات متعددة مرتبطة بتأثيرات الحرارة على الأطفال والرضع. خلال سنوات ممارستي كطبيبة أطفال (16 سنة، لاحظت تزايد عدد الحالات المرتبطة بالطقس الحار، خاصة في فصل الصيف. هذا ما دفعني لكتابة هذا الدليل الشامل لتوعية الآباء والأمهات حول المخاطر الصامتة التي قد تواجه أطفالهم.

لماذا يعتبر الأطفال أكثر عرضة للخطر؟

 أؤكد أن فهم طبيعة جسم الطفل أمر بالغ الأهمية. الأطفال والرضع لديهم خصائص فسيولوجية تجعلهم أكثر حساسية للحرارة من البالغين. جهاز التنظيم الحراري لديهم لا يزال في طور النمو، مما يعني أن قدرتهم على التكيف مع التغيرات الحرارية محدودة.

نسبة الماء في أجسام الأطفال أعلى من البالغين، وهذا ما يجعلهم يفقدون السوائل بسرعة أكبر عند التعرق أو ارتفاع درجة الحرارة. بالإضافة إلى ذلك، الغدد العرقية عند الرضع غير مكتملة النمو، مما يقلل من قدرتهم الطبيعية على التبريد.

المشاكل الصحية الشائعة المرتبطة بالحرارة

الطفح الجلدي الحراري

من خلال خبرتي كطبيبة أطفال، أجد أن الطفح الحراري من أكثر المشاكل التي يواجهها الآباء في الصيف. يظهر على شكل نقاط حمراء صغيرة أو فقاعات مائية في المناطق التي تتعرق كثيراً مثل الرقبة والصدر وتحت الإبطين.

هذا الطفح ينتج عن انسداد قنوات العرق، مما يؤدي إلى تراكم العرق تحت الجلد. رغم أنه غير خطير عادة، إلا أنه يسبب حكة وانزعاج للطفل، وقد يؤدي إلى التهابات ثانوية إذا لم يُعالج بشكل صحيح.

الجفاف وعلاماته الخطيرة

 أشدد على أهمية التعرف المبكر على علامات الجفاف. العلامات المبكرة تشمل جفاف الفم، قلة التبول، والخمول. في الحالات المتقدمة، قد نلاحظ غور العينين، جفاف الجلد وفقدان مرونته، وانخفاض اليافوخ عند الرضع.

الجفاف عند الأطفال يمكن أن يتطور بسرعة خطيرة، خاصة في الطقس الحار. كطبيبة أطفال، أنصح الآباء بمراقبة عدد الحفاضات المبللة يومياً – يجب أن يكون هناك على الأقل 6 حفاضات مبللة في اليوم للرضع.

ضربة الشمس – حالة طبية طارئة

ضربة الشمس تُعتبر من أخطر المضاعفات التي قد تواجه الأطفال في الطقس الحار. كطبيبة أطفال، أؤكد أن هذه حالة طبية طارئة تتطلب التدخل الفوري. العلامات تشمل ارتفاع درجة الحرارة لأكثر من 40 درجة مئوية، جلد ساخن وجاف، تغير في مستوى الوعي، وسرعة في ضربات القلب والتنفس.

نصائح الوقاية من طبيبة أطفال

الملابس المناسبة

أنصح  باختيار ملابس قطنية فضفاضة بألوان فاتحة. القطن يمتص العرق ويسمح للهواء بالتدفق، بينما الألوان الفاتحة تعكس أشعة الشمس. تجنبي الملابس الضيقة أو المصنوعة من الألياف الصناعية في الطقس الحار.

الترطيب المستمر

للرضع دون 6 أشهر، حليب الأم يُعتبر كافياً للترطيب في معظم الحالات. لكن في الطقس الحار جداً، قد تحتاج الأم لزيادة عدد مرات الرضاعة. للأطفال الأكبر، الماء هو الأفضل، مع تجنب المشروبات السكرية التي قد تزيد من فقدان السوائل.

تجنب التعرض المباشر للشمس

، أنصح بتجنب الخروج في الفترة بين 10 صباحاً و4 عصراً، حيث تكون أشعة الشمس في أقوى حالاتها. إذا كان الخروج ضرورياً، استخدمي مظلة أو عربة أطفال بغطاء واقي الخاص بها مع انتباه الى ضرورة وصول الهواء الى الطفل

استخدام المكيفات بطريقة صحية

، أرى العديد من الحالات المرتبطة بالاستخدام الخاطئ للمكيفات. المكيف مفيد جداً في الطقس الحار، لكن استخدامه بطريقة خاطئة قد يسبب مشاكل صحية.

درجة الحرارة المثلى

أنصح بضبط المكيف على درجة حرارة بين 24-26 درجة مئوية. الفرق الكبير بين حرارة الداخل والخارج قد يسبب صدمة حرارية للطفل عند الانتقال.

تجنب التيار المباشر

تأكدي من عدم توجيه هواء المكيف مباشرة على الطفل. التعرض المباشر للهواء البارد قد يسبب التهاب الحلق أو نزلات البرد.

الصيانة الدورية

 أشدد على أهمية تنظيف فلاتر المكيف بانتظام. الفلاتر المتسخة قد تحتوي على بكتيريا وفطريات تسبب مشاكل تنفسية.

متى تحتاجين لاستشارة طبيبة أطفال؟

كطبيبة أطفال، أنصح بطلب المساعدة الطبية الفورية في الحالات التالية:

نصائح إضافية من الممارسة العملية

خلال سنوات عملي ، تعلمت أن الوقاية دائماً أفضل من العلاج. أنصح الآباء بمراقبة أطفالهم عن كثب في الطقس الحار، وأن يثقوا في غرائزهم – إذا شعروا أن شيئاً ما غير طبيعي، فمن الأفضل استشارة طبيبة أطفال.

التغذية في الطقس الحار

كطبيبة أطفال، أنصح بتقديم أطعمة غنية بالماء مثل البطيخ والخيار والطماطم. هذه الأطعمة تساعد في الترطيب وتوفر فيتامينات مهمة. تجنبي الأطعمة الثقيلة أو الدهنية التي قد تزيد من حرارة الجسم.

النوم الآمن في الطقس الحار

تأكدي من أن غرفة نوم الطفل جيدة التهوية ودرجة حرارتها معتدلة. استخدمي ملابس نوم خفيفة أو اتركي الطفل بالحفاض فقط إذا كانت الغرفة دافئة.

الخلاصة

 أؤكد أن حماية الأطفال من حرارة الصيف مسؤولية مشتركة تتطلب الوعي والمتابعة المستمرة. الأطفال يعتمدون علينا في حمايتهم، وفهم احتياجاتهم في الطقس الحار أمر بالغ الأهمية.

تذكري أن كل طفل مختلف، وما يناسب طفل قد لا يناسب آخر. عند الشك، لا تترددي في استشارة طبيبة أطفال متخصصة. الاستشارة المبكرة قد تمنع مضاعفات خطيرة وتضمن صحة وسلامة طفلك.

الطقس الحار جزء طبيعي من السنة، لكن بالمعرفة الصحيحة والإجراءات الوقائية المناسبة، يمكن لأطفالنا الاستمتاع بالصيف بأمان وصحة جيدة.

 

 

0766937338 عيادة د. كثيري – طبيبة أطفال – بتيفلت بحي الرشاد

 
Retour en haut